外媒专访雪小禅 雪小禅

雪小禅老师第一次接受外媒专访。梅是开罗大学学中文的著名翻译,已经翻译了鲁敏等很多中国作家的作品,会把雪小禅老师的作品翻译成阿拉伯文推广到阿拉伯地区,让更多人了解雪老师的文字、喜欢雪老师的文字。这篇文章将发表到《开罗日报》,谢谢梅翻译。雪老师将邀请梅来中国玩,给她包饺子、擀面条。以下是中文与阿拉伯文对照专访。

——“禅园听雪”公众账号编辑

1、如果阿拉伯读者问了谁是雪小禅作家,您怎么给他/她介绍?
   我在年轻的时候写过很多的青春小说,在国内发行量最大的《读者》和《青年文摘》杂志上,不停转发我的小说。几年前,转型改写文化随笔,涉猎中国传统文化——书法、绘画、建筑、戏曲、中医等。在湖南大学的海报上曾这样介绍过我,“她的作品如繁星,曾照亮无数少年的青春。”很多的少年是看着我的小说和美文长大的。他们在高考模拟试卷上都曾经做过我的文章,但现在很多中老年人也是我的读者,他们看我写的关于中国传统文化的随笔,能找到其中的共鸣。在自己华丽转身的过程中,从一个单纯写青春爱情小说的作家到一个知性的文化学者,是一个破茧成蝶的过程,是一个蛇蜕皮的过程,在我成长的过程中,我也愿意带着我的读者一起成长,彼此映照,彼此见证,彼此走过光辉岁月。  目前我已经出版过50本书,并有多本书被翻译到日本、越南、阿拉伯,同时,台湾繁体版也有出版发行,有的书在国内的畅销书排行榜上,长篇小说《无爱不欢》和《刺青》都曾经在全国各大网站点击率排名第一。小说《刺青》、人物传记《裴艳玲传》即将被拍成电影。   2008年,获得“全国十佳网络作家”,2011年获得第六届老舍散文奖,2013年,获得首届孙犁文学奖。

2.您写过在您的博客上:“我根本没有想成为作家。但是很多人叫我作家,这成了我的标签,一辈子不可能撕掉了”,那您小时候的梦想是做什么?怎么不知不觉当了作家?  我小时候的梦想是成为一个裁缝,或者一个放电影的人,再不行就去当一个图书管理员,但都没有实现。可这些念头从来没有消失过,我从小对好看的衣服极为敏感,那些被人们所讥笑和不耻的女人因为漂亮和风情让我暗自倾慕。那一块美丽的花布在裁缝手里变成一件漂亮衣服时,我的眼睛散发着炽热的光芒——裁缝踩着缝纫机的样子太性感了,那声音“达达”的胜似任何花开的声音。那时我立志成为一名裁缝,并且要穿上独一无二的衣服。这件事情离作家极远。小时候我便不合群,喜欢与男生打架,母亲买的红袄不讨我喜欢,便自己骑单车去换成绿色的。为买到一块好看花布做裙子,我转遍了霸州城所有商店,包括那些角落中的小卖部。长大后我有两件东西最多:一是书,二是衣服。很多衣服是我自己设计的,难免夸张、奇特。偶尔想起裁缝梦,怅怅然。那时小城的文化馆是最雅致的地方。细长的小院,院中有两棵极粗的合欢。东侧屋内有唱戏的人,评剧或者梆子,两边的屋子有几十种订阅的杂志——《人民文学》《十月》《中篇小说选刊》,那时有一个十三、四岁的少年在阅览室看这些杂志,那阅读台是紫色的桌布,有些坡度,放上杂志刚刚好,窗外的合欢开得正好,那个少年正读张承志的《黑骏马》,她几度哽咽,热泪盈眶,怕人看见,便偷偷用袄袖拭去泪水。那个少年便是我。而戏曲的种子也就此萌芽,我第一段戏是偷着学来的评剧《花为媒》中的报花名。  文学馆还有一个狭窄的后院,穿过月亮门便是了。在八十年代,那样的小院让人极富想象,我曾偶尔推开一扇门看到过一幕——书桌上摊着散乱的手稿,是那种三百字的稿纸,上面写着《长久的天空长久的雨》,落款是阎伯群。后来有人告诉我:这是个作家,就在文化馆写小说,不用上班。我羡慕极了,作家。写小说。更关键的是:不用上班。而且可以每天听戏、看书、闻花香。多年后阎伯群出了我第一本书《烟雨桃花》,他不再写作,开了许多彩票站,生意红火。这一切,大概皆是天意。  我第一次萌生当作家不错的念头。这比当裁缝和放电影的看起来更无所事事。

外媒专访雪小禅 雪小禅
3.作为女作家,怎么看待中国女性的角色在现代社会的改变?中国女性的确在这些年中改变了很多,她们获得了某些精神上更大的解放和自由,更有独立的见解、思想、灵魂,如果说她们以前是一枝花、一枝藤依赖在男人身上,那么她们现在是一棵树,有着独立的风姿。现代女性的张力更大,更具有独立的完美的人格,她们在社会和生活中扮演着极为重要的角色。4.从你的角度看,中国年轻作者对新代文学有什么贡献?可以说是贡献很大,是一股潜移默化的力量,它在不知不觉中其实已经影响了中国的当代文学,是不可被忽略的、不可忽视的一部分。它必然成为中国文学史上的一个鲜明印记。5.您已经书出版了50多部书,对您来说,哪一本是您最喜欢的作品?应该是下一部,回头看自己出过的书,都带有或深或浅的缺陷,总有不甚满意的地方,早期的书难免肤浅,甚至有些文字单薄、华丽、不接地气,我更倾向于自己的文化随笔,它们有张力,有厚度,带着明显的个人色彩和格局,我中国的读者说,看一百个字就知道这是我写的作品,我觉得这是对我最大的褒奖。

حوار عبر القارات معالكاتبة الصينية شويه شياو تشان "لم أحلم قط، بأن أصبح كاتبة. ولكنيلقبني الكثرون هكذا، حتى أصبحت هويتي، لا يمكني التخلص منها العمركله" إذا ملكت لغة، فقد ملكت مفاتيح الدخول إلى أبواب عدة، لن يقتصرالأمر فقط على قدرتك على التواصل مع أهلها، بل يصير الأمر أشمل بكثير،وتصبح متعمق أكثر في فهمك للأشياء المتعلقة بهذا البلد، وستنظر لهابمنظور مختلف، تمامًا كأنك ترتدي عدسة مكبرة على عينيك، ترى بهاالأشياء بدقة أكثر عن غيرك. لولا معرفتي باللغة الصينية، لما وصلت إلىترجمة هذا الحوار الذي أجريته عبر البريد الاكتروني مع الكاتبةالصينية المتميزة شويه شياو تشان، والتي تعد واحدة من أبرز الكاتباتالصينيات. بدأت معرفتى بها من خلال قصة قصيرة قرأتها لها، وتأثرت بهاكثيرًا، فقررت أن أترجمها، ثم دفعنى فضولي إلى قراءة المزيد منأعمالها، فوجدت نفسي أبحث عن وسيلة أتصال بها، وأكتب لها رسائلإلكترونية أشكرها فيها، وأتمنى أن تتيح لي الفرصة أن أقوم بنقلأعمالها للقاريء العربي، ليتعرف على كاتبة صينية مختلفة ومتميزة. ■إذا سألًك قارىء عربى من هي الكاتبة شويه شياو تشان، فكيف ستعرفيننفسك؟ - كتبت العديد من الروايات الشبابية، في بداياتي، ونشر عدد غفيرمنها في مجلتي "القراء" و"مقتطفات شبابية"؛ وهم من أكثر المجلاتانتشارًا وتوزيعًا في الصين. قبل بضعة أعوام، اتجهت إلى كتابةالمقالات الثقافية، وتحديدًا عن الثقافة الصينية التقليدية، والتيتتضمن: الخط الصيني، الرسم الصينى، العمارة الصينية، الأوبرا الصينية،والطب الصينى. كتبت عني الصحيفة التابعة لجامعة خو نان كالتالي:"أعمالها كمجموعة من النجوم، تضيىء سماء عدد كبير من الشباب الصغار".فالعديد يقرأون رواياتي ومقالاتي. فحتى أن مقالاتي والنصوص التيأكتبها تكون موجودة أحيانًا، في بعض امتحانات الالتحاق بالجامعات، وقدانضمت شريحة جديدة من متوسطي العمر وكبار السن إلى قرائي؛ وذلك لماأحدثته مقالاتي الثقافية لصدى عندهم. من أجمل مراحل التحول في حياتي،هي أنني تحولت من كاتبة تكتب روايات رومانسية خفيفة إلى مثقفة تكتب عنالثقافة الصينية، وهذه المرحلة محورية جدًا بالنسبة لي، فهي أشبهبمرحلة تحول اليرقة إلى فراشة، أو مرحلة تغيير الثعبان لجلده، فأناأرغب أن أنمو مع وقرائي في هذه المرحلة، يضي كل منا الطريق للأخر،ويكون كل منا دليل للأخر، بل ونسير سويًا تجاه أيام مشرقة وعظيمة. صدرلي 50 كتابًا، تُرجم الكثير منهم إلى اليابانية، والفيتنامية، وجاريترجمة بعض الأعمال إلى العربية، وصدر منها أيضًا نسخ بالتاياونية،وبعض الكتب دخلت ضمن قائمة الكتب الأكثر مبيعًا في الصين، كما أنروايتى" تعيس بدون حب"، "الوشم"، فازا بالمركز الأول في معدل الدخولعلى الروابط الخاصة بها، في أكبر المواقع الصينية على شبكة الإنترنت."الوشم" و "سيرة (*)بي يان لينغ" تم تحويلهم إلى أفلام._________________________________________________

(*)هي من أشهر فنانوأوبرا بكين. ■ كتبتى على المدونة الخاصة بك:" لم أحلم قط، بأن أصبحكاتبة. ولكن يلقبنى الكثرون هكذا، حتى أصبحت هويتي، لا يمكني التخلصمنها العمر كله"، فإذًاً ماذا كان حلمك وأنتي صغيرة؟ وكيف أصبحتيكاتبة فجأة؟ - في طفولتي كنت أحلم بأن أصبح خياطة، أو مكنجية فيالسينما، وإذا لم أستطع تحقيق ذلك الحلم، أصبح أمينة مكتبة، ولكن لميتحقق أي منهم. لم تتلاشى كل هذه الأفكار من رأسي مطلقًا، فمنذ طفولتيوأنا انجذب تجاة الملابس الجميلة، وهذا الشيء كان يلقى سخرية منالأخرين، فكنت أكتمه في قلبى ولا أصرح به إلى أحد. تحول الخياطةالقماش الجميل، إلى قطعة رائعة من الملابس، وكان ذلك يبعث بريق إلىعيناي ويجذبهما___فإن شكل الخياطة وهي تعمل على الماكينة كان يفتننيللغاية، والصوت التي تصدره الماكينة، كان في أذني أطرب من أصواتالزهور وهي تتفتح. في ذلك الوقت عزمت على أن أصبح خياطة مشهورة، لأفصلملابس مميزة أرتديها. هذا الشيء كان بعيد تمامًا على أن أصبح كاتبة.كنت في طفولتي غير اجتماعية، دائمة الشجار مع الصبيا. عندما كانتتشترى أمي لى سترة حمراء كنت لا أعجب بها، فكنت أركب دراجتي وأستبدلهابأخرى خضراء. من أجل أن ابتاع قماش جميل لتفصيل جونلة، كنت أذهب إلىكل المتاجر الموجودة في (*) با چو ، بما فيهم تلك المتاجر الصغيرةالمختبئة في الزوايا. بعد أن كبرت أصبح أكثر شيئان امتكلهما: الكتب،والملابس. العديد من الملابس أصممها بنفسي، لتجنب المبالغة والغرابة.______________________________________________________ (*)با چو:مدينة في مقاطعة خه بي في الصين. إذا خطر حلمي على بالي صدفة، كنتأصاب بالإحباط. في ذلك الحين كان المركز الثقافي أكثر الأماكن أناقةفي مدينتى الصغيرة. يتوسط الفناء الصغير، شجرتان من (1)الأبيزيا . ومنناحية الغرب كانت هناك غرفة بها ناس يمثلون ويغنون الأوبرا الصينية،وأخرون يغنون أوبرا شمال الصين، أو ينقرون بألة (2)البانغ زى، وكانعلى الجانبين حجرتين بهما عشرات المجلات والصحف المختلفة، كصحيفة"أدبالشعب"، "أكتوبر"، و"مختارات من القصص الصينية المتوسطة"، في ذلكالوقت كان هناك صبية يبلغ عمرها 13 أو 14 سنة، تجلس في حجرة القراءةتتصفح هذه المجلات. كانت طاولات القراءة بنفسجية اللون، وسطحها قليلالميل؛ مما يجعل القراءة أكثر راحة ومتعة؛ كان مشهد شجرات الألبيزيافي الخارج، يبدو ساحرًا عبر نافذة الحجرة، وكانت هذه الصبية بداخلالحجرة تقرأ رواية" جواد أسود أصيل" للكاتب الصينى چانغ تشنغ چه، ولكنقرأتها كانت ممزوجة بالقلق والخوف، لدرجة أن دموعها كانت تسيل منعينيها، فتمسحها بكم سترتها؛ لأنها كانت تخشى أن يراها أحد. فهذهالفتاة الصغيرة هي أنا. من هنا نمت بذرة حبى للثقافة الصينية والأوبراالصينية التقليدية، فالمرة الأولى تعرفت أوبرا شمال الصين المشهورة "الزهرة وسيط للحب"، كانت خلسة في هذا المكان. كان في المركز الثقافيفناء خلفي ضيق، به (3)بوابة قمرية جميلة. ففي الثمانينات، مثل هذاالفناء الصغير الجميل، كان يطلق عنان الخيال. كنت افتح الباب من حينإلى أخر، وألقي نظرة على المسودات اليدوية الموضوعة بشكل عشوائي علىطاولة القراءة، وكان من ضمنهم واحدة متكوب عليها"سماء شاهقة، مطردائم" ، وكانت مهداه من يان بوه تشوين. فيما بعد أخبرنى شخص: أن يانبوه تشوين هو كاتب، يكتب روايات في المركز الثقافي، وليس عليه الذهابإلى العمل. حسدته كثيرًا، وسبب حسدى له هو أنه لا يحتاج الذهاب إلىالعمل. بل وكل يوم يمكنه أن يذهب إلى الأوبرا ، وأن يقرأ كتب، وأنيستمتع برائحة الزهور وريحقها العطر، بعد عدة سنوات ساعدنى يان بوهتشوين في نشر أول كتاب " زهرة الخوخ وسط أمطار ضبابية"، ثم أعتزلالكتابة، وفتح العديد من من الأماكن لبيع أوراق اليانصيب، وازدهرتتجارته. كل ذلك كان بمحض صدفة، دبرها الله. عند صدور أول عمل لى،أصبحت فكرة أن أكون كاتبة فكرة رائعه، بل وبدت لي مريحة أكثر من أنأصبح خياطة أو مكينجية.____________________________________________________ (1)الألبيزيا:نوع من الشجر المداري والاستوائي سريع النمور. (2)البانغ زي: هي ألةايقاعية صيني (3) البوابة قمرية: هو باب أو ممر دائري الشكل، كان جزءمنهم من عمارة الحدائق والبيوت الصينية القديمة؛ وسمي بالباب القمرى،لأن شكله مستوحاه من شكل القمر. ■بصفتك كاتبة، كيف ترين الدور الذيتعلبه المرأة في تغيير المجمتع الصيني الحالي؟ - في السنوات الأخيرةتغيرت المرأة الصينية كثيرًا، فقد حصلت على حريات وحقوق أكثر من ذيقبل، وأصبح لها وجه نظر، تفكير، وروح مستقلين، إذا كانت المرأة فيالسابق زهرة أو خيرزان، تتكيء على الرجل في كل شىء، فهي الآن شجرة،مستقلة لها جاذبيتها وسحرها الخاص. أرى أن المرأة الصينية المعاصرةقوية، لديها شخصية رائعة مستقلة، كما أنها تلعب دور مهم، محوري، ومؤثرجدًا في الحياة والمجتمع. ■ من وجهة نظرك، كيف يساهم الكتاب الشباب فيالأدب الصيني المعاصر ويضيفون إليه؟ - يمكننا أن نقول أن مساهماتهمهائلة وفعالة، ولكن بشكل غير مباشر، مما يؤثر تدريجيًا في حركة الأدبالصينى الحديث، تأثيرًا لا يمكن تجاهله، أو غض الطرف عنه. يوم ماستصبح مسامهتم علامة مميزة محفورة في ذاكرة تاريخ الأدب الصينى. ■ قدصدر لك 50 كتابًا، ما هو أحب كتاب إلى قلبك؟ هو الكتاب القادم، عندماأنظر إلى أعمالي التي صدرت، أشعر أن دائمًا هناك نقص أو عيب ما،كبيرًا كان أو صغيرًا، ولكن دائمًا هناك شيء غير راضية عنه. فربما بعضالأعمال كانت بها قدر من السطحية، وبعض النصوص تكون ضعيفة، أو ربماجميلة ولكنها، قد لا تكون واقعية تلمس الناس. أصبحت أميل إلى الكتابةعن الثقافة الصينية، يمكن التوسع في الكتابة عنها، كما أنها أقيم،وتعكس بوضوح شخصيتي، فيمكن أن يعرف القراء أننى أنا التى كتبت المقالأو النص، من خلال لمسهم لشخصيتى وتميزهم لإسلوبى، وهذا بالنسبة ليأكبر مكافئة وأعظم ثناء. إليكم القصة القصيرة التى جعلتنى أتعرف منخلالها على الكاتبة شويه شياو تشان: الكراسي ترتديجوارب

كان يعمل مدرس في مدرسةإبتدائية حينذاك، يَقبع في غرفة صغيرة شديدة البرودة، بها موقد صغير،ولكنها تفتقد للدفيء. كان دائمًا يصحح واجبات التلاميذ حتى وقت متأخرمن الليل، فتشل ساقيه من البرد القارص وكأنهما تجمدتا. كانت تعملمزارعة، وكانت مغرمة به كثيرًا، تغزل له بيديها جوارب صوفية. وعندماكان يعود إلى المنزل، كانت تحتضن قدماه، وتدفئهما له. فيقول لهامداعبًا:"رائحتهما كريهة"، فتقول له:"لا ليست إلى هذه الدرجة". حينذاككانا في ريعان شبابهما، لم يتعدى عمرهما الثلاثون. على الرغم من قسوةالحياة، كان وميض حبهما ودفئه يضيء لهما حياتهما ويتغلب على قسوتها،فلا يشعران بها. إذا قام بشراء جوارب من السوق، لن تكون بنفس جودةالجوارب التي تصنعها، لأنها ستكون رقيقة الخامة، لا تحمي القدمين منالبرد. ولكن الجوارب التي كانت تغزلها بنفسها، كانت تدفيء قديمهالمتجمدتين، ولا تجعله يشعر ببرودة الطقس مرة أخرى. فيما بعد انتقلإلى المدينة، كان يعمل ببيع البقول. اصتحبها معه إلى المدينة، عملتكعاملة نظافة. كانت كل يوم بعد الساعة الرابعة فجًرا، تنهض من نومها،لتذهب إلى عملها لتنظيف الشوارع. قال لها: لم تقضين يومًا جميلا معي،فقالت له : ستأتي الأيام الجميلة، قطعًا. ولكن لم تأتي تلك الأيامالجميلة. ذات صباح باكر، صدمتها سيارة، وهي في طريقها إلى عملها؛ بعدالحادثة فقدت عقلها، حتى باتت لا تستطيع التعرف على أحد. كل ما تفعلههو أنها تأكل وتشرب. عندما كان يحتضنها، ويناديها باسمها، كانت تنظرإليه وهي تضحك ضحكة بلهاء، دون أن تتعرف عليه. كان يخشى عليها من أنتكون تركت مفتاح الغاز مفتوحًا، فدائمًا كان يجري إلى المطبخ ليغلقهبإحكام، ولكنها كانت تفتحه، كان لا يفارقها في كل تحركاتها، وعلىالرغم من ذلك فكل مرة كان يغلق فيها مفتاح الغاز، كانت هي تفتحه.الشىء الوحيد الذي لم تكف عن فعله؛ وهو غزل الجوارب، فكانت تصنع جواربلا بأس بها، متعددة والألوان، ثم تلبسها في أقدام الكراسي، وهي تناديعلى اسم زوجها قائلة: هيا ...ارتدي الجورب، فعندما ترتديه سيتلاشىشعورك بالبرد. كانت تُلبس الجوارب إلى أقدام الكراسي، وكان هوينتزعها. استمرا على هذا الحال لمدة عشرين عامًا....نعم عشرون عامًاكاملة، حتى صُقلت أقدام الكراسي كلها من فرط ما ارتدتها من جوارب. لمتتوقف عن غزل الجوارب، حتى بعد تخرج ابنها من الجامعة وعمله خارجالبلاد. بات كل جيرانها المحيطين بها يعرفون أنها تُلبس الجوارب فيأقدام الكراسي، فعندما كانت تخرج من البيت، كان يمازحها الأخرونويسألونها إذا كانت ألبست الجوارب مرة أخرى في أقدام الكراسي؟، فتضحكضحكة بلهاء، وتقول لهم: "نعم ألبستها، ولم يعد يشعر بالبرد". بلغ منالعمر أرذله. وبات شعرها أبيض كأرض مفروشة بالثلج. ستون عامًا، عاشافي فقر مضجع. كان عندما يمشى معها يمسك بيديها، يغني تلك الأغنياتالتي كان يغنيها لها في شبابه، كانت تنظر إليه وكأنها طفلة صغيرة،تبسط شفتيها ضاحكة، وتطوق يده بقوة. رحلت في صمت. عندما كان يخرجلشراء الخضار، ثم يعود إلى المنزل، يجد البيت خاويًا؛ فهي لم تعدموجودة لتجري كالأطفال لتفتح له الباب. وعندما كان يخرج المفتاح منجيبه ويفتح الباب، فتقع عيناه على الكنبة، كان يرى طيفها جالسًا فيسكينة، بيدها جورب لم تنتهي من حياكته بعد. بعد مراسم دفن زوجته، كاندائمًا ما يجلس ساهمًا. أعاد وحده ترتيب كل الجوارب التي صنعتها علىمدى العشرين عامًا. كان دائمًا ما يخلع الجوارب التي تكسيها بها زوجتهأرجل الكراسي. لكن منذ أن رحلت زوجته، أخرج جوز من الجوارب، ثم انحنىوألبسهما في قدمي لكرسي. كان لا يعرف كيف يُلبسهما بشكل جيد كما كانتتفعل هي، فكان يقلب الكرسي رأسًا على عقب، ثم يدخل الجورب في قدمالكرسى ويسحبه إلى أعلى رويدًا رويدًا، كان يود أن يفعل مثلما كانتتفعل زوجته، ترفعه وتشده إلى أعلى. في أثناء قيامه بفعل ذلك كانتشفتاه تقرأ بعض الكلمات، وكأنه يحدث نفسه وينادي اسمه كما كانت تفعل،فيقول هيا... حسنًا، إذا ارتديت الجوارب لن تبرد قدماك. عندما جلسمقابل تلك الكراسي التي اكتست أقدامها بالجوارب، أدرك أن المرأة التيتحبه بجنون قد رحلت، بل وأنه لم يشعر بالانزعاج انتزاع الجوارب التيكانت تضعها زوجته في أرجل الكراسي على مدي العشرين عام. عرف جيدًا، أنتلك الجوراب هي أيقونة حبهما؛ حب قوي محفور في الوجدان، لاينسى إلىالأبد. حوار وترجمة: مي عاشور

  

爱华网本文地址 » http://www.aihuau.com/a/25101013/183756.html

更多阅读

倾城绝恋番外——彼岸今生雪灵之 倾城绝恋电视剧全集

感谢贴吧的亲专门打出来《倾城绝恋》番外《彼岸今生》雪灵之(一)缘起靖轩拉着美璃的手,光雾朦胧,隐约中看见的是她十七八岁最美丽的容颜,靖轩的眼睛一酸,险些落下泪来,为了在看见这样的她,他独自度过了很长岁月,长得他几乎每天都感到绝望。靖

专访宋小宝 宋小宝静距离

宋小宝:我永远不把理想放在遥不可及的地方首席记者施晴一句:“海燕哪,你可长点心吧!”让身材瘦小、

外媒:中国股市下滑牛市日子屈指可数

外媒:中国股市下滑 牛市日子屈指可数 標籤:tags:中国股市 , IPO在中国证监会加快首次公开募股(IPO)步伐后,中国股市四天来首次下滑,因为外界担忧新股销售将从现有股票分流资金。彭博社4月24日报导说,在周四攀升到2008年以来最高点之后,

外媒消息:中国WS-15发动机取得突破!

2014-09-03 17:42:40|分类: 情系中华 |标签: |举报 |字号大中小订阅据外媒消息称,中国军用航空工业巧妙运用策略,在WS-15发动机项目上取得突破。中国隐身歼击机歼-20有望采用这款国产发动机。这将使歼-20的量产摆脱对俄制发动机的依赖,中

声明:《外媒专访雪小禅 雪小禅》为网友人心改革分享!如侵犯到您的合法权益请联系我们删除